أكد رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب ان حل القضية الفلسطينية لن يكون إلا بحل شامل وفرض حق العودة والمقاومة بديل الاستسلام المذلّ، وأن الانتخابات النيابية اللبنانية مصيرية لمستقبل لبنان معلنا ان لم يحسم بعد قرار ترشيحه في قضاء بعبدا وان هذا الأمر سيتم التشاور فيه مع مختلف قوى المعارضة، لا سيما التيار الوطني الحر، وحزب الله. وعن المحكمة الدولية قال وهاب انها “تسير وفق الوقائع والشروط القانونية دون التجني السياسي”.
حديث وهاب جاء خلال برنامج نهاركم سعيد على المؤسسة اللبنانية للإرسال مع الزميل وليد عبود.
وهاب اعتبر ان الإصلاح المالي والإداري يجب ان يكون من أولويات الحكومة، مشيرا إلى أن وزراء المعارضة لم يستطيعوا أن يحققوا شيئاً في حكومة الوحدة الوطنية، وان الحوار الذي يرعاه رئيس الجمهورية لن يوصل إلى اية نتيجة مؤكدا إلى أن الخيرات الكبرى لبعض الأطراف ما زالت قائمة، ولافتاً إلى اننا على أبواب مرحلة جديدة وهناك انقلاب على مستوى المنطقة والعالم .
واضاف وهاب: حزب الله يأخذ خيار المقاومة ويعتبرها مشروعة طالما ان الكيان الصهيوني قائم، مؤكدا على ان النزاع العربي الإسرائيلي لا يمكن ان ينتهي الا بحل القضية الفلسطينية. والجيش اللبناني الذي يشكل صمام الامان في الداخل، يشكل ايضا الداعم الاول للمقاومة في حماية لبنان من اي عدوان اسرائيلي، مؤكدا على ان المقاومة تعمل للتحرير وسلاحها هو الداعم لاية مفاوضات مستقبلية تتعلق بحق عودة اللاجئين.
رأى وهاب ان العدو الاسرائيلي لم يستطع ان يحقق بحربه على غزة ايا من اهدافه وانتهت الحرب دون قرار دولي لمجلس الامن يتضمن شروط إسرائيل، مؤكدا على ان الاسرائيلي ورغم استفادته من تجربة تموز، فقد قوة الردع في غزة وهزم أمام صمود المقاومة وشعبها.
وفي موضوع العلاقات اللبنانية السورية، اكد وهاب ان سوريا خرجت من لبنان بقرار سبق تظاهرة 14 آذار. واشار إلى ان التعاون الامني اللبناني السوري الذي انتهجه قائد الجيش العماد جان قهوجي، استطاع كشف العديد من العمليات الامنية في لبنان وآخرها كشف خيوط عن الشبكة التي نفذت عملية اغتيال اللواء الشهيد فرانسوا الحاج.
وعن السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، اعتبر وهاب ان معالجة هذا السلاح مرتبط بمعالجة انسانية واجتماعية لوضع المخيمات في لبنان، مشيرا إلى ان قرار ضبط السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ليس من مسؤولية سوريا.
من جهة اخرى، رأى وهاب ان مقررات الحوار ليست ملزمة لانها لم تصل إلى صياغة نهائية وكاملة مؤكدا على ضرورة التفاهم على صيغة حكم ما فالطائف الذي عقد على اساس خطة معينة تمّ تفخيخه من قبل الفرنسي والاميركي وانهائه.
ولفت إلى ان سوريا نفذت ما عليها وخرجت من لبنان بعد مفاوضات معها ولكنها رفضت المساومة على المقاومة معتبرا انها شريك في الملف الفلسطيني والعراقي واللبناني. واعتبر وهاب ان القرار الاميركي بإخراج السوري من لبنان واعفائه من مسؤولياته ضرب من الغباء، ناصحا اللبنانيين بعدم المراهنة على القرار الدولي والاقليمي بعد تداعي المشروع الاميركي وسقوطه. واشار إلى ان النائب وليد جنبلاط عاد من اميركا بقراءة جديدة حول مشروع انتهى وآخر انتصر.
في الشأن الانتخابي أكد وهاب ان تيار التوحيد سيخوض الانتخابات النيابية في الاقضية الثلاث مؤكدا على ان قرار ترشيحه في قضاء بعبدا مرتبط بالتشاور مع حلفائه في المعارضة لا سيما حلفائه في بعبدا مؤكدا على اهمية هذا الاستحقاق في الامساك بقرار المجلس لزمن طويل.
وسأل وهاب عن موضوع الفساد المستشري في القضاء والخليوي واجهزة الدولة وغيرها، مشيرا إلى ضرورة اعادة بناء الدولة وفصل السياسة عن القضاء والامن، مشيدا بإنجازات ومواقف بعض الوزراء كمثل جبران باسيل وغازي العريضي وخالد قباني وغيرهم.
وعن الكتلة الوسطية التي كثر الحديث بشأنها في الايام الاخيرة، عبّر وهاب عن معارضته ومحاربته لها وطالب ببرنامج واضح للحكم، وانشاء كتلة تغييرية تمكن المواطن اللبناني من محاسبتها وفق برنامجها.
واعتبر وهاب ان الانقسام السياسي في اطاره الديمقراطي ظاهرة صحية، وطالب بإعادة صلاحيات رئيس الجمهورية.
وتساءل وهاب: لماذا هناك استهداف دائم للمسيحي القوي ولماذا المال السياسي يتدفق بغزارة في المناطق المسيحية حصراً؟ واضعا هذا الموضوع في اطار الحرب على الجنرال ميشال عون الذي طالب بتعديل الطائف واعطاء الصلاحيات لرئيس الجمهورية.
وفي موضوع المحكمة الدولية رأى وهاب انها لا تؤثر في الانتخابات النيابية اللبنانية واعتبرها خارج الاستثمار السياسي، مؤكدا على ان لا شيء اسمه عدالة دولية بعد غزة. وكشف وهاب انه من المعروف ان الانتحاري الذي نفذ عملية اغتيال الحريري هو سعودي، مؤكدا على ان المعارضة لن تقف ضد هذه المحكمة طالما انها لا تستخدم للابتزاز السياسي كما كانت في السابق ايام المحقق العدلي الدولي ديتلف ميليس.
أما عن المسيحيين في الشرق وزيارة العماد عون إلى سوريا اعتبر وهاب أن المسيحيين في الشرق قيمة حضارية، وان زيارة عون هي مصالحة تاريخية متبادلة والعماد عون ينفذ الإرشاد الرسولي.
وختم وهاب بأن هناك فرق كبير بين سوريا التي تشكل ضمانة كبيرة للوجود المسيحي في الشرق، وبين الدول الأخرى مثل مصر التي تعاني من أزمة طائفية نتيجة الاستبداد السلطوي للحزب الحاكم، والمملكة العربية السعودية التي لا تقيم أي اعتبار للإنسان كقيمة بغض النظر عن انتمائه الطائفي فكيف به إذا كان مسيحياً، إذ أن قتل المسيحي في السعودية لا تتجاوز “ديّته” السبع ريالات.