بدعوة من تيار التوحيد اللبناني وهيئة العمل التوحيدي، اقيم في بلدة الجاهلية في الشوف اعتصام تضامني مع الشعب الفلسطيني المنكوب، حيث تجمّع اكثر من 500 معتصم من مختلف القرى، اطلقوا شعارات منددة ومستنكرة للمجازر التي يقوم بها العدو الصهيوني بحق هذا الشعب الابي في قطاع غزة.
وبالمناسبة القى نائب رئيس المكتب السياسي بهاء عبد الخالق كلمة: ” ما يحدث في غزة هي جريمة ابادة جماعية، ومحرقة جديدة بحق شعبنا الفلسطيني الصابر المقاوم للغطرسة والغدر الاسرائيلي والعربي.
في هذه المرحلة، دم جديد ومجازر جديدة وخطة جديدة لتصفية القضية العربية المركزية امام انظار العالم العربي والاسلامي.
هذا الدم الفلسطيني الذي يجب الا يكون رخيصاً.
هذا الدم الذي لأجله يجب ان تنتفض الشعوب الاسلامية والعربية على انظمتها المهترئة البالية، السابح بعضها في المنظومة الاسرائيلية – الامريكية.
وهذه المجازر الوحشية التي آن لها ان توقظ الرفض العربي وتستصرخ ضمائر الشرفاء للنهوض والتأسيس لثورة انسانية عربية جارفة لسلطاتها المتآمرة بدل الخضوع والخنوع لممارسات القمع والاضطهاد والكبت الممنهج للسكوت عن مآمراتها وسياساتها الداعمة للمشروع الاسرائيلي.
فيا اهلنا في غزة، المقاومة هي خيارنا الوحيد في وجه عدوّنا المتهاوي… ويا اهلنا في غزة، تمسكوا بمقاومتكم وامضوا في الجهاد واصبروا على الظلم والدم واعتصموا بحبل الله انه لناصركم بإذنه تعالى.
فيجب الا يكون لنا بعد اليوم استراتيجية عربية سوى المقاومة، فهي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين وردع هذا العدو المتعطّش للدم، واسقاط سياساته للهيمنة على الارض والانسان.
اما الانظمة العربية فهي تدفع بشعبنا الفلسطيني الى دفع اثمان خضوعها وتبعيتها منذ اكثر من اربعين عام.
آن الاوان لأن تنتفض شعوبنا العربية وتثور من اجل القدس وفلسطين، من اجل اطفالها ونسائها وشيوخها، من اجل حقها في العيش والبقاء على ارضنا وفي عالمنا.
آن الاوان لأن نضع حداً لممارسات هذه الانظمة. كفاها رقصاً على دماء الابرياء والشهداء الابرار.. كفاها ذلاً وهرباً من الواجب الانساني والقومي.
كفانا املاً بالهدنة والسلام المزعوم المزيّف. فعدوّنا لا يؤمن الا بالدم والاحتقار لشعوبنا ولحقوقنا العربية.
فالدم ايقظ الدم، وانتم لا زلتم واهمين مراهنين، جامدين بلا حراك.
فأنتم وصمة عار على جبين كل عربي وفلسطيني شريف. انتم تاريخ الذل والضعف لهذه الامة.
اما انتم يا اهلنا في مصر، هبّوا لنجدة اهلكم في غزة، افتحوا المعابر بقوة ايمانكم ودينكم.. وساندوا اهل غزة بالسلاح والدواء والطعام.. قوموا للجهاد وتخلّصوا من نظامكم المتآمر على قضايا الامة، والمساند الدائم للعدو الاسرائيلي..
مزّقوا كامب دايفيد.. ودوسوا بأقدامكم على رموزه.. عملاء اسرائيل..فعبد الناصر يناديكم.. انتم امل الشعب الفلسطيني.. انتم امل القدس وامل الامة.
واخيراً تحية والف تحية اليك يا غزة العرب الصامدة.. اليك يا درة الكرامة والاباء.. اليك يا عنوان العروبة والصمود والتصدي.. تحية الى كل طفل وامرأة وشيخ، تحية الى كل دمعة، وكل قطرة دماء طاهرة، حاضنة للارض، معانقة للسماء، ومؤمنة بالحق والدين والارض والانسان.. اعانكم الله والنصر آت آت آت”.
ثم كانت كلمة لرئيس هيئة العمل التوحيدي الشيخ صالح ضو، قال فيها: ” ايها الاخوة المشاركين في اللقاء التضامني مع اهلنا واخواننا في غزة الجريحة التي تتعرض لأبشع المجازر والابادة الجماعية على ايدي مغول هذا العصر وبرابرة التاريخ. هؤلاء المجرمون الذين لا يعيشون الا على الدماء والقتل منذ ان زرعوا في ارضنا العربية ظلماً وعدوانا. هؤلاء الذين قتلوا الانبياء والمرسلين ووحشيتهم تنبئ عنهم اينما حلوا، وبصمات اجرامهم في كل بقعة في هذه الارض التي تشهد على همجيتهم وغدرهم. وها هم اليوم وامام اعين المجتمع الدولي واهل الارض قاطبة يرتكبون ابشع المجازر ويقصفون ويدمرون بطائرات حقدهم البيوت على رؤوس الآمنين ويقتلون الشيوخ والنساء والاطفال دون رحمة. واهل غزة يستغيثون وما من مغيث وملوك العرب وبعض الحكام المهزومين الجبناء الذين خانوا دينهم وشعوبهم، يتفرجون على شلالات الدماء تسيل من هذا الشعب، الذي جريمته انه لم يكن جباناً مثلهم وتمسك بحقه بأرضه وكرامة وجوده، ولم يساوم على وطنيته ولم يسلك طريق الذل والخنوع الذي سلكتموه، الهذا تعاقبوه؟
ونسأل هل كانت عصابة الامم المتحدة على الظلم لتقف متفرجة لو كان الاعتداء على الصهاينة ولم يصدر عنها سوى بيان خجول تساوي فيه بين الضحية والجلاد؟ لقد سقط الرهان وبدأ عصر المقاومة والشرفاء. وها هو محور الممانعة والمقاومة يثبت من جديد بأنه الطريق الوحيد لاسترجاع الحقوق والحفاض على الكرامة، ولن يكون مصير هؤلاء الجبناء الذين هربوا كالفئران من الجنوب اللبناني امام المجاهدين وعلى ايدي رجال الله، لن يكون مصيرهم في غزة افضل، ولن يكون باستطاعتهم ان ينالوا من غزة وان عظمت التضحيات، ولن يستعيدوا هيبتهم التي فقدوها، وعنفوانهم الذي تمرّغ تحت اقدام المقاومين الابطال، ولن يكون امامهم الا الهزيمة.
لذلك ايها الاخوة، وحدوا صفوفكم وشددوا عزيمتكم واصبروا والنصر سيكون حليفكم ان شاء الله، ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا، وستكون هذه الدماء الطاهرة بداية الاعصار الذي سوف يزلزل عروش المتآمرين على شعوب الامة. ولن يهدأ غضب الجماهير الحية بعد اليوم. ان الله وعد المؤمنين بالنصر وكان وعد الله حقا”.
كما القى جهاد ابو ذياب كلمة باسم مفوضية الجاهلية جاء فيها: ” اننا في تيار التوحيد اللبناني نعتصم اليوم استنكاراً لما يتعرّض له اهلنا في غزة واطفالها الذين يحاصرون ويحرمون ملذة العيد وفرحته.
نعتصم اليوم علّ صرختنا تصل الى الذين تعنيهم هذه القضية. من هنا باسمي وباسم كل المعتصمين نناشد المجتمع الدولي والجامعة العربية والدول العربية وبعض الحكام العرب المتخاذلين ان يلتفتوا ولو لمرة واحدة بجدية تجاه هؤلاء الناس وقضيتهم التي تعني كل عربي مخلص وكل مسلم مؤمن.
اما لأهلنا في غزة نقول: ما عليكم الا الصبر والصمود فنحن معكم ومتمسكون بقضيتكم حتى تحقيق النصر