أقامت بلدة عرنة السورية، احتفالاً تأبينياً للشهيد محمد أبوذياب، الذي اغتيل على يد رصاص الغدر في بلدته في الجاهلية، بحضور مشايخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا وعدد كبير من المرجعيات الروحية الدروز وممثلي الأحزاب وفود شعبية وشخصيات ثقافية واجتماعية، ألقى خلال الحفل كلمات استنكرت أشد الإستنكار حادثة الجاهلية الأليمة، ورثى الشيخ ابو سرجون الشهيد ابوذياب في قصيدة جاء فيها:
“الى الشهيد البطل الرفيق محمد ابوذياب
“يا بو طلال يا رفيق الكرامة
يا هامة عزعطيت العز هامة
رجال الشرف بس نفقد أحدها
بعرين الأسد يوجد ألف قامة
صحيح جبالنا فقدت ولدها
افتديت الكل بموقف شهامة
كان القصد يغتالو أسدها
حتى تظل بيوتهم زعامة
حتى تبلغوا ما كان بدها يسقط دم
وتتهدد سلامة بقوة ضاربة
مكبر عددها بحجة في محضر إتهامي
هيدا فلم والمخرج سعدها
بدعم من الحقد معلوم دامي
ولما تصير للسلطة عبدها
بحكم العقل بتصفي حرامي
الناس منكم قرفت بلدها
يا أموات بقصور الفخامة
رصاص الموت شو بطيب حدها
يا منعيش بشرف ومنكون قدها
يما بموتنا منصنع قيامة
الرحمة للشهيد محمد أبو طلال وسلامي الى جميع الشهداء – أبو سرجون”.
هذا وتوالت ردود الفعل في سوريا مستنكرة حادثة الجاهلية التي أودت بحياة الشهيد محمد أمين أبوذياب، فأصدرت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا بياناً جاء فيه:
“إن التطورات المؤسفة التي رافقت وأعقبت اقتحام معقل المناضل وئام وهاب بجحفل من الآليات العسكرية، واستهدافه بالرصاص الحي مما أدّى لاستشهاد محمد ابو ذياب – رحمه الله – برصاصة غادرة قد أثارت الإستياء والإستنكار الشديدين لدى طائفة الموحدين الدروز في سوريا.
وإذ أكّدت مشيخة العقل في بيانها على أن مشيخة العقل وعموم الطائفة في سوريا تحترم وتجل القضاء اللبناني المعروف بنزاهته واستقلاليته، أدانت محاولة البعض استغلال هذا القضاء الشريف وأجهزته وزجه في تصفية الحسابات السياسية بين الخصوم أو الفرقاء والإعتداء على كرامة شخصية من طائفة الموحدين الدروز في المنطقة، وكلنا يقين بأن حكمة وحزم فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون كفيلة بوضع حدّ لهذه الفتنة، وتمكين القضاء اللبناني النزيه من إعلاء كلمته والبت بنزاهته المعهودة في هذا النزاع الشخصي الصرف بعيداً عن محاولة تسييسه وتوريطه – لا سمح الله – في فتنة طائفية تعود بالوبال على الجميع”.
ودعت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا جميع القوى الوطنية والسياسية في الجمهورية اللبنانية الى التروي والإصطفاف صفاً واحداً في وجه أي مشروع فتنوي ممكن أن ينعكس على كل المنطقة ويعيد الى ذاكرتنا تاريخاً أسوداً من القرن الماضي جرّ الويلات على الجميع وقد تم تجاوزه بحكمة الوطنيين والعقلاء.
وتقدمت مشيخة العقل باسمها وباسم عموم أبنائها في سوريا من فضيلة الشيخ أبو علي سليمان أبوذياب والوزير وئام وهاب وآل أبو ذياب وعموم بلدة الجاهلية بخالص العزاء وبالغ الأسى باستشهاد المرحوم محمد أبوذياب.
له الرحمة ولذويه الصبر والسلوان،
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
السويداء – دار الطائفة – 3 – 12 – 2018 – شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز الشيخ يوسف جربوع.
وفي الإطار نفسه، إستنكرت الهيئة الدينية والزمنية في الجولان السوري المحتل الصامد حادثة الجاهلية في بيان جاء فيه:
“من الجولان السوري الصامد الى جبل الشوف الأبيّ… معقل الأحرار وأهل الحمية والى الوفي البار والمناضل سليل الثوار معالي الوزير وئام وهاب – حفظه الله -.
إننا نستنكر هذا الإستهداف السافر لشخصكم الكريم وخطكم العروبي المقاوم، ونعدّه سابقة تحمل في طياتها بوادر فتنة قد تشعل المنطقة بأسرها، وإن من الخطر تسييس القانون أو المؤسسات القضائية لخدمة مصالح ضيقة، وهي المعهود لها أن تكون على سوية عالية من الكفاءة والنزاهة، ومتى ما سقط العدل تحوّلت الأمور الى فوضى وكان الهلاك المحتوم”.
وحذّرت الهيئة في بيانها “أننا لن نقبل المساس بكرامة أهلنا أو التعرض للرموز الوطنية وخصوصاً مَن وقف الى جانبنا في خندق المقاومة”.
وتوجهت الى الوزير وهاب بالقول: “إننا يا معالي الوزير نكبّر فيكم الروح الوطنية وسعيكم على تغليب المصلحة العامة، وتحكيم العقل والحكمة كما ونطالب باقي الفرقاء بالتحلي بمسؤولياتهم وأن يتجنبوا الفتنة ففيها من الدمار ما لا طاقة لأحد باحتمال ويلاتها، متوجهة الى آل أبو ذياب، وفي مقدمتهم الشيخ الجليل أبو علي سليمان أبوذياب بأحرّ التعازي وأعمق المواساة بفقيدهم الشهيد، سائلين العلي القدير أن يتغمده بالرحمة والرضوان وأن يسكنه فسيح الجنان.
الهيئة الدينية والزمنية في الجولان السوري المحتل الصامد – 3 – 12 – 2018