تروّج واشنطن الراعي الأميركي للمفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، بأن إصرار الإسرائيليين على الإعتراف بـ “يهودية الدولة” هي مسألة خاضعة للتفاوض بين الجانبين، وتؤكد الناطقة بإسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي، أن الموقف النهائي من يهودية “إسرائيل” سيحدد خلال المفاوضات، ورأت أن الموقف الأميركي واضح بالنسبة الى هذه المسألة، وتقول: “إن إعتبار “إسرائيل” دولة يهودية هو موقفنا وهو معروف منذ فترة”، وأيضاً: “ومازلنا نعتقد إعتقاداً راسخاً بأن الجانبين ملتزمان مواصلة المفاوضات”.
هذا في الفرض وفي المقدمات، وفي المطلوب يؤكد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو: “لن يكون بالإمكان التوصل الى إتفاق سلام إلا إذا اعترف الفلسطينيون بـ “إسرائيل” دولة للشعب اليهودي” وهو يرفض أي تنازل عن القدس الشرقية، وهو يرى أن قسماً من المستوطنات في جزء من الدولة الفلسطينية لن يكون مدرجاً في الإتفاق، وسيظل خاضعاً للحماية الإسرائيلية .
وبين هذا وذاك تخرج بعض الأصوات وتنادي بضرورة التوصل الى حل وسط في شأن الإعتراف بيهودية “إسرائيل”، وأن يتم الإعتراف الفلسطيني بها وفقاً لما جاء في خطة خارطة الطريق التي تنص على أن الحل يجب أن يتضمن إقامة دولتين، واحدة يهودية وأخرى فلسطينية، والبعض يدعو الرفض التلقائي للإقتراح بالإعتراف بيهودية “إسرائيل”، والقيام قبل ذلك بفهم تفسير ما تعنيه الدولة اليهودية وتوضيح تبعاتها ومدى وجود غطاء قانوني لها، وما إذا كان الإعتراف بالدولة اليهودية يعني أنه لا يحق لغير اليهود العيش فيها.
والسؤال، هؤلاء وبكل بساطة يروّجون لكل ما يريده الإسرائيلي، وهم يتذرّعون بالتنازلات التي أقدمت عليها السلطة الفلسطينية بالنسبة لقضية اللاجئين وعلى موقع الفلسطينيين في هذه الدولة، وليس صحيحاً ما يقولونه، بأنهم يلقون بالكرة في الملعب الإسرائيلي، لأن الإعتراف بيهودية “إسرائيل” يعني نكبة جديدة ستطال الفلسطينيين الذين بقوا في فلسطين في (حيفا ويافا وصفد والجليل والناصرة وفي كل مدن وقرى فلسطين).
إن القبول بيهودية هذا الكيان، يعني أن القضية الفلسطينية يتم تصفيتها مرة واحدة ونهائياً وهو يعني الإعتراف بالرواية الصهيونية للصراع وتعني أيضاً تزييف الماضي وإقرار فلسطيني بأنه كان خطأ منذ البداية، إضافة لذلك، فهو يفتح الطريق أمام إسقاط حق العودة، ومن الخطأ أيضاً، أن يقول “البعض إن بإستطاعة “إسرائيل” أن تسمي نفسها ما تشاء، دولة يهودية، وإن الفلسطينيين يمكن أن يعترفوا بها على هذا الأساس إذا اعترفت بها جامعة الدول العربية والأمم المتحدة”، هل تعلمون ما يعنية مثل هذا الإقرار…؟!