هناك مقولة مشهورة للممثل السوري حسني البورزان تقول “اذا اردت ان تعرف ماذا يوجد في ايطاليا،فعليك أن تعرف ماذا يوجد في البرازيل”..
هذه المقولة يمكن ان تلخص واقع الاوضاع العامة في لبنان بعد ان تحول هذا البلد الى مختبر للمنطقة بأكملها، أو بالاحرى صورة مصغرة للاحداث التي تضرب بلدان “الربيع العربي” ، وللعلاقات بين الاطراف الدولية والاقليمية المتصارعة على أكثر من ساحة عربية.
فالهجمة التكفيرية التي تضرب مدينة طرابلس وتحديدا في جبل محسن وباب التبانه هي صورة مصغرة لممارسات العنف على ايدي الجماعات الارهابية المسلحة في سوريا، كما ان استعصاء تشكيل حكومة في لبنان ، لا يعود الى الخلافات اللبنانية وحدها ،وخاصة الخلافات بين فريقي 8 اذار وفريق 14اذار ، بل الى الخلافات المستحكمة بين سوريا وحلفائها وبين المملكة العربية السعودية وحلفائها، اي بين “س.س”.
ومن هنا وجد عدد من الخبراء في الاتفاق الدولي بين ايران والدول الست وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية ، خطوة باتجاه المساهمة في حل الكثير من القضايا المستعصية ، بدءا بالازمة السورية ، وقد دخلت الاستعدادات الى مؤتمر جنيف2 مرحلة الجدية ، بعد ان تقرر عقده في اواخر كانون الثاني القادم ، وليس انتهاء بتشكيل حكومة في لبنان تضم كافة الفرقاء السياسيين ، واطفاء نيران القتال في طرابلس ، ووضع حد امام السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية التي تضرب الامن والاستقرار .
وبالعودة الى ما يجري من احداث على الساحة اللبنانية والتي كان آخرها اغتيال القيادي في المقاومة الاسلامية الحاج حسان هولو اللقيس امام منزله ،فالمؤشرات تدل على الامور ذاهبة باتجاه التصعيد قريبا، وان ألسنة نيران التكقيريين ستمتد الى المنطقة كلها، فما يحدث في سوريا بين الجيش العربي السوري والجماعات الارهابية وفي اليمن بين الحوثيين والتكفيريين ، وفي البحرين بين العائلة الحاكمة والمعارضة البحرينية ، وغيرها من الاماكن الاخرى يؤكد ان الجمرة التكفيرية لم تنطفئ ، وان رياح الخلافات السياسية كافية لاشعالها ، لتأكل الاخضر واليابس.
لا شك أن أعداء الامة هم المستفيدون من هذا النهج التدميري ، ولا شك أن أميركا وحليفها العدو الصهيوني، ترعى هذه النبتة التكفيرية ، وتصب الزيت على النيران الطائفية ،لتبقى مشتعلة ما يمكنها من تعميم “الفوضى الهدامة” ، كسبيل وحيد لاعادة تقسيم المنطقة ، واحكام السيطرة عليها بعد ان فقدت “سايكس-بيكو”صلاحيتها .
^