منذ ايام غير قليلة تشهد الساحة السورية تقدما لا بأس به من قبل الجيش العربي الشوري في عدد من المناطق، ، في ظل الجدل الدائر حول فرص التوصل الى الحل السياسي للازمة السورية ، لاسيما بعد الإعلان عن عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا لم يحدد موعده الدقيق إلى الآن، وإن قيل إنه سيكون مطلع الشهر القادم.
لا شك أن التقدم الذي أحرزه جيش النظام في عدد من المناطق قد اعتمد بشكل كامل على جنوده، معطوفا على مشاركة كبيرة من طرف حزب الله، بالاضافة الى قوات اللجان الشعبية الذين يشاركون في مسار المعركة دفاعا عن وحدة التراب الوطني.
والحال أن حجم التجييش “الجهادي” في أوساط “جبهة النصرة” والجماعات المسلحة أنتج هذا الكم الكبير من المقاتلين الذي جرى استيرادهم من الخارج وإقناعهم بأن المعركة بالنسبة إليهم هي معركة حياة أو موت.
وبديهي ان يكون هناك متضررون من استرجاع “القصير” من ايدي “الجهاديين”. وأول المتضررين أولئك الذين راهنوا ولا يزالون على سقوط الرئيس بشار الاسد وهم يعملون من أجل ذلك منذ عامين.
والمتضررون لا يكترثون بتحذير المجتمع الدولي من ان استمرار الحرب في سوريا سيقود الى تفكك هذا البلد. وهم ببساطة يفضلون تفتيت سوريا وتدميرها تماماً على ان يروا الرئيس الاسد مستمراً في منصبه بموجب أي اتفاق.
فهناك اطراف عربيون وخليجيون لم يعودوا قادرين على التعايش مع سوريا يستمر فيها النظام الحالي بأي شكل من الاشكال بعدما حول هؤلاء السياسة عداء شخصيا. ولا حاجة الى التذكير بالتصريحات التي انطلقت من اروقة ما يسمى “جامعة الدول العربية” عقب اعلان كيري ولافروف عن مؤتمر دولي حول سوريا يجمع النظام والمعارضة من اجل ايجاد حل للأزمة.
ويشعر هؤلاء بانهم سيكونون ضحايا أي انفراج بين واشنطن وموسكو . وهم يعملون بشتى الوسائل من أجل اجهاض أي محاولة في اتجاه حل سياسي لازمة الشعب السوري الذي يتعرض لابشع انواع الاساءة والتهجير خارج حدوده على ايدي “الثوار” واعوانهم .
هناك من يغرق في التفاؤل بما يمكن ان تسفر عنه الجهود الاميركية – الروسية، بعد ان اصبح شرط ازاحة الاسد قبل دخول المفاوضات مستحيل التحقق نتيجة التقدم الميداني النوعي الذي احرزه الجيش العربي السوري وحلفائه على الجبهة منذ ايام قليلة.
ادعاءات “جبهة النصرة” بأنها تنظيم جهادي مسلح ومن حقها العمل مثل كل التنظيمات العسكرية الأخرى لن تنطلي على أحد، بعد ان اصبح “الجهاد ” رديفا للعنف والترهيب واستهداف الدولة ومؤسساتها وشعبها على اعتبارات تكفيرية، وتكوين جيش من المسلحين هدفه النظام والدولة . فالعنف بالتأكيد بحاجة إلى البقاء على منطق خلع قفازات الحرير والضرب بيد من حديد على كل من يحاول العبث بالبلاد ومستقبلها .
لذلك لا بد من التشبث على موقف محاربة أصحاب الفكر المتطرف واقتلاعهم ومحاصرتهم في كل مكان، غير ذلك تترك بلاد الشام للمصير المجهول ويهدد بتحوّلها إلى كتلة لهب مشتعلة بنار التطرّف ويعيدها مئات السنين إلى الوراء .
^