المبادئ العامة
حزب التوحيد العربي
توحيديُّ العقيدة عربيُّ الانتماء وطنيُّ الهوية
نشأة حزب التوحيد العربي
جاء تأسيس حزب التوحيد العربي نتيجة لحاجة اجتماعية وسياسية فرضتها الظروف الطائفية والترابط العضوي بين الشرائح الاجتماعية الممتدة على كامل التراب الوطني. إن السمات التي طغت على هذه الظروف هي غياب التعدّدية الفكرية والسياسية وحصر الاختلاف في الرؤى بالتعبير الفردي بين الأصدقاء وذوي القربى من دون انعكاس ذلك على الحقلين السياسي والاجتماعي، فكانت النتيجة صنمية سياسية وجمود اجتماعي مطبوع بإقطاع رجعي كبّل الأفراد والمجموعات وكان عائقاً أمام الحراك الحر والتفاعلي مع أحداث الوطن والمنطقة. وأدّى هذا الوضع إلى تنامي التململ من هذا الجمود الذي لم يؤثر سلباً على الوضعين الاجتماعي والسياسي فحسب، بل طال الوضع الاقتصادي المبني على التبعية المالية والخدماتية البعيدة عن الحقوق الاجتماعية والجدارة لصالح المحسوبية والعائلية والتحزبية.
ومن الصحافة السياسية-الاجتماعية والعمل في الحقل العام، شرع رئيس الحزب وئام وهّاب بناء مشروعه السياسي بلقاء مجموعة من الشخصيات العاملة في الحقل العام وطرح نظريته القائمة على تأسيس حزب يلبّي الطموحات الوطنية من خلال الانتفاض على جميع أنواع المحسوبية والتبعية والصنمية الشخصانية، والعمل على النهوض بالمجتمع لكسر أغلال الإقطاعية واسترجاع قراره الحر.
وتم تأسيس منظمة سياسية بمسمى “تيّار التوحيد اللبناني” في السادس والعشرين من شهر أيّار/مايو من العام 2006 ليتأكّد مؤسسها ورفاقه أن هذه الأزمة لا تنحصر بلبنان، بل تمتد لتصيب جميع المجتمعات المشرقية والعربية. كما تم التأكّد من حقيقة وجود تعاون إقليمي ودولي للحفاظ على الحالة القائمة ودعم هذه القوى المحلية المشرقية من قبل هذه المحاور الإقليمية والدولية للحفاظ على مواقعهم التاريخية في السيطرة على مناطق نفوذهم من خلال قمع القوى التغييرية وتغريبها عن عقول الشعب. كما تم التأكّد من حقائق إضافية تتمثل بدعم مماثل لقوى مماثلة في جميع الدول العربية وتعاون الأنظمة العربية مع الغرب في تنفيذ هذه المخططات في بلدانهم.
إن هذه الحقائق لم تكن خافية عن المؤسس ورفاقه، ولكن الحرب الضروس التي فتحت عليهم عند تأسيسهم لتيارهم السياسي وأساليب الترهيب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحتى الأمنية التي واجهتهم على الصعد المحلية والإقليمية والدولية، أكدّت لهم ما كانوا يعلموه وأرتهم بالبرهان مدى توسّع هذا النهج ومدى تغلغله في المجتمعات العربية وتواصله الإقليمي والدولي كشبكة عنكبوتية سامة. وتمت الإضاءة على أهم الأهداف التي تتوحّد عليها هذه الشبكة العنكبوتية في مشروعها، كالتالي:
أ. القضاء على جميع أشكال مقاومة إسرائيل من مجموعات وأنظمة وشعوب.
ب. العمل الدؤوب على توقيع اتفاقيّات سلام بين الدول العربية وإسرائيل، كلُّ على حدى.
ج. العمل على تعميق الهوّة بين الشعوب العربية التي تجمعها القضية الفلسطينية والعداوة المتجذرة للفكر والكيان الصهيونيين، وذلك من خلال تشجيع الشوفينية المحلية بوجه التضامن العربي كمرحلة أولى.
د. العمل على إسقاط الأنظمة العروبية والعلمانية والإسلامية المعتدلة كمرحلة ثانية واستبدالها بأنظمة تكفيرية لتعميق الشرخ الوطني واستباحة الأمن الاجتماعي ضمن الدولة الواحدة لإلهائهم ببعضهم عن القضية الفلسطينية، خصوصاً في دول الطوق؛ حتى في الأنظمة الحليفة لها.
ه. دعم الفساد الإداري والسياسي في الدول العربية لتعميق الخلاف بين الدولة والشعب، وذلك من خلال قمع الديمقراطية الحقيقية المتمثلة بالتغيير والمحاسبة لصالح العشائرية والمذهبية والعائلية التي تجعل من الإقطاعية السياسية سيّدة الموقف.
و. العمل على استبدال العروبة الإنسانية المنفتحة والهادفة إلى عروبة عرقية تشوبها المغالطات التاريخية والاجتماعية وتسيطر عليها العقائد التي تلغي القضية العربية لصالح تفشّي العنصرية البغيضة.
إن النتائج التي أتت بها هذه الأهداف أدّت إلى صراعات عربية-عربية، وصراعات ضمن الدولة العربية الواحدة، وصراعات بين الدول العربية وحلفائها الإقليميين، وغياب استراتيجية موحّدة لمواجهة العدو الرئيس المتمثل بالفكر الصهيوني وأرضه السياسية المتمثلة بالكيان الإسرائيلي؛ وعليه، تحوّرت الأهداف عن القضية المركزية المتمثّلة بإعادة الأرض للشعب العربي الفلسطيني.
لذلك، قام المؤسس مدعوماً بالرفاق المنتسبين إلى تيار التوحيد اللبناني، باتخاذ القرار التاريخي بمواجهة هذه المخطّطات بكل ما أوتوا من قوّة بدءً بتعديل اسم التيار ومبادئه التأسيسية ليصبح “حزب التوحيد العربي”؛ مشدّدين على المواجهة بطريقتهم من خلال المناقبية التوحيدية والانتماء العربي الصحيح والهوية الوطنية الحقّة.
في التوحيد
إن مبدأ التوحيد في الحزب منبثق من وحدة الكون والخالق. إن الإنسان مرتبط ارتباطاً عضوياً بمحيطه الطبيعي بما فيه النبات والحيوان والجماد، حيث جميعهم يمثلون جزءً عضوياً من هذا الكون الشاسع. إن الإله المسلوخ هو المسبب للانشقاقات والاختلافات بين الأديان والعقائد السماوية، فكل ما هو خير هو من طبيعة الخالق. إن الخالق لدينا هو الخير الكلّي المتجلي في كل إشراق ونور وتقدم ورقي في المخلوقات والطبيعة. إن الأديان السماوية هي الوسائل التي يستخدمها الإنسان في اتّباع المباديء السامية لعلّة العلل ومسبّب الأسباب الذي لا يعرف كنهه أحد. إن توحيدنا مبني على الإيمان بأن جميع الأديان السماوية والدعوات الإنسانية ليست إلاّ روافد تصب في محيط العرفان السامي المتمثل بوحدانية الخالق. من هنا، وبالرغم من التطوّر الاجتماعي والتقدّم التقني، لا تزال الطبائع البشرية، التي تختلط ما بين الغرائز الحيوانية والسموّ الإنساني المستمد من الخير الكلّي، هي نفسها منذ الأزل كالمحبة والبغضاء والمسامحة والحقد والقناعة والطمع والسلام والحرب والإخلاص والخيانة وغيرها من الطبائع البشرية المنخرطة في الصراع الأزلي بين الخير والشر؛ بدءً من داخل الفرد المتمثلة بالصراع بين الغرائز الحيوانية والسماة الإنسانية السامية، وصولاً إلى المجتمع بقوانينه وشرائعه وسياساته وعلاقاته المحلية والإقليمية والدولية. فمن خلال الرجوع إلى المباديء الإنسانية السامية داخل طبيعة كل فرد نبني مسيرتنا في العمل والسعي الاجتماعي والسياسي للوصول إلى الأهداف الرئيسة المتمثلة بالتالي:
أ. الحق والخير والجمال هم عالميين لا نسبية فيهم.
ب. حق الشعوب في تقرير مصيرها.
ج. الحق الإنساني في الحياة الكريمة المتمثلة بالمسكن والملبس والمأكل والمشرب والطبابة والتعليم.
د. المساواة في الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين الرجل والمرأة.
ه. قدسية حرية المعتقد والتعبير على أن تقف حدود هذه الحرية عند حدود حرية الآخرين.
و. حق الأفراد والمجتمعات في السعي نحو السعادة ضمن معيار كوني للخير والشر، أي بشرط أن لا تسبب سعادة فريق بتعاسة فريق آخر؛ وذلك في ظل ميزان الحق والعدالة.
ز. رفض رفضاً باتاً جميع أنواع التفرقة العنصرية المبنية على اللون أو العرق أو الدين أو الجنس أو الجنسية أو السن أو المستوى الاجتماعي أو التحصيل العلمي أو الدخل أو أي نوع من الإعاقة.
ح. رفض احتلالات الشعوب للشعوب الأخرى.
ط. رفض جميع أنواع الاستغلال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
ي. العمل على القضاء على جميع العقائد التي تتناقض مع هذه النقاط كعنصرية الشمال بوجه الجنوب والصهيونية والفكر التكفيري وغيرها من العقائد التي وجدت في التاريخ والموجودة حالياً والتي قد توجد مستقبلاً.
ك. مواجهة ومحاربة ورفض جميع القوانين والتشريعات المحلية والدولية التي تتناقض مع هذه النقاط.
في العروبة التوحيدية
إن العروبة التوحيدية هي انعكاس لحتمية الانتماء إلى المحيط الاجتماعي والثقافي. وقد أتى الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين وتهجير الفلسطينيين وشتاتهم، لتتوسّع هذه الحتمية الاجتماعية والثقافية إلى البعد السياسي والنضالي.
منذ إنشاء الكيان الصهيوني شهدت منطقة الشرق الأوسط نزاعات وحروب وانقلابات أدّت إلى أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية وجعلت من هذه المنطقة مرتعاً للصراعات الدولية. فمن أجل فلسطين حصل انقلاب الضباط الأحرار في مصر والثورة في ليبيا وانقلابات البعث العربي في سوريا والعراق واتفاق القاهرة في لبنان الذي لعب دوراً أساسياً في اندلاع الحرب الأهلية، ذلك بالإضافة إلى ثورة الحجارة في قطاع غزة والضفة الغربية. ولتحرير فلسطين أو نتيجة للعداوة مع الكيان الصهيوني، شهدت الدول العربية العديد من الحروب بدءً بحرب سنة 1948 مروراً بالعدوان الثلاثي على سيناء في العام 1956 وحرب العام 1967 وحرب العام 1973 وأيلول الأسود في الأردن عام 1970 واجتياحات وحروب الأعوام 1978 و1982 و1993 و1996 و2006 في لبنان، وصولاً إلى الاعتداءات المستمرة على السيادة اللبنانية. كما أدّى ابتداع هذا المعسكر المسخ في قلب المنطقة العربية إلى متطلبات اقتصادية واجهت دول الطوق، وبدل من دعمها من قبل الدول العربية الغنية القابعة في الصفوف الخلفية، تم تركها لمواجهة العدو بقدراتها الذاتية مما أدّى إلى أعباء اقتصادية ومعيشية مقارنة بالدعم الأميركي اللامتناهي للكيان الصهيوني. ذلك بالإضافة إلى محاصرة الثورة الفلسطينية نتيجة لمواقفها من مغامرة صدّام حسين في احتلال دولة الكويت، حيث أدّت كل هذه المواقف العربية المشتّتة والمتخاذلة إلى اتفاقيات سلام استسلامية مع العدو ومشاريع تطبيع واعتراف بحقهم في الوجود على حساب الشعب الفلسطيني وشعوب دولهم والدول العربية الأخرى؛ وكانت اتفاقيات “كامب دايفد” و”وادي عربة” و”أوسلو”. وبدل من تخصيص الميزانيّات لمواجهة العدو الصهيوني، تم صرف الأموال العربية على دعم الحركات الإسلامية المتطرّفة في أفغانستان وباكستان والهند ودول المشرق العربي ومصر، ذلك بالإضافة إلى صرف مليارات الدولارات على نشر الدين في الغرب متناسين أن تحرير الأراضي المقدّسة أجدر بهذه الأموال.
وكانت النتيجة انكفاء الشعوب العربية عن المشروع العربي الذي رؤوا فيه تدني الدخل الفردي للمجهود الحربي الذي لم يؤدي بدوره إلى تحرير الأرض بل إلى اتفاقيات استسلام. كل ذلك لمصلحة المشاريع الدينية التي ظنّوا فيها القدرة على إعادة الأمجاد الغابرة من السلطة والريادة في الشرق. وبيّنت الأحداث اللاحقة أن تنامي الحركات الإسلامية المتطرّفة لم تكن لمواجهة إسرائيل بل لتكفير العائلات الروحية العربية المختلفة بما فيها الإسلام المعتدل والعروبيون والعلمانيون والمذاهب الإسلامية الأخرى. كما استهدفت عمليّاتهم العسكرية خارج الدول العربية المدنيين في الغرب بما فيهم النساء والأطفال، وتتوّجت العمليات العسكرية بالهجمات الإرهابية على برجي التجارة العالمية في مدينة نيويورك الأميركية التي أدّت إلى اجتياح أميركي لأفغانستان والعراق ووصم جميع العرب بمسلميهم ومسيحييهم بالإرهاب واعتبار إسرائيل واحة الآمان والاعتدال والرقيّ والحضارة؛ أي إلغاء أي أمل في استقطاب العطف الشعبي الغربي لقضايانا العربية.
ولمواجهة هذه المشاريع التفتيتية التي أثبتت أنها مخطّطات تستهدفنا جميعاً بغض النظر عن الجنسية العربية التي ننتمي إليها؛ وحيث أن الأهداف الرئيسة لهذه المخطّطات هي حماية إسرائيل وتوطين الشعب الفلسطيني في بلدان الشتات العربي للقضاء على أي أمل في عودته إلى أرضه؛ وحيث أن مخطّطاتهم تستهدف اللّحمة الوطنية داخل كل دولة عربية والتعاضد بين الدول العربية لاستفرادها واستدراجها إلى توقيع اتفاقيات استسلام مع العدو الصهيوني؛ وحيث أن مواجهة هذه المخطّطات مستحيلة من خلال التشرذم العربي؛ وحيث أن التشرذم العربي والخلافات بين الدول العربية تؤثّر تأثيراً مباشراً على استقرار وتطوّر وازدهار كل دولة عربية؛ وحيث أن الشعوب العربية تتميّز بالتعدّدية الدينية مقارنة بالعنصرية الصهيونية؛ وحيث أن الحركات الدينية المتطرّفة والتكفيرية تؤسّس لصراعات داخلية بين الدول العربية وبين شعب كل دولة عربية على حدى بما تخدم المشاريع الصهيونية؛ يؤكّد حزب التوحيد العربي على ضرورة العمل على تكريس الانتماء العربي الذي من شأنه وحده مواجهة الأخطار والمخطّطات التي تستهدف كل دولة عربية، نظراً لوحدة المصير الحتمي المرتبط باغتصاب الأرض العربية. إن اتهام هذه الأفكار بالخشبية هو اتهام مغرض يخدم المشروع الصهيوني ويدعم فكرة الاعتراف بالكيان الغاصب وعدم عودة الشعب العربي الفلسطيني إلى أرضه.
وعليه، وكي يتسق الفكر مع العمل، يرى الحزب باعتماد العملانية في الطرح العروبي من خلال التوجه إلى المجتمعات الأقرب ضمن العالم العربي بالعادات والتقاليد والتاريخ والطبيعة المجتمعية. حيث يرى الحزب أن البداية يجب أن تكون في تأسيس كينونة مشرقية صلبة تستطيع أن تلعب دور مجموعة ضغط معنوي واقتصادي وسياسي باتجاه تبنّي طروحاتها من قبل العالم العربي. لذلك، يتمثّل الانتماء العربي التوحيدي بالعمل على تأسيس منظمة مشرقية تضم كل من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن والعراق، تكون النواة للوصول إلى العمل العربي الموحد بشكله الأوسع. وتتمثل مبادئها بالعمل على التالي:
أ. إلغاء جميع اتفاقيات الاستسلام والتطبيع والتعاملات التجارية والاجتماعية والسياسية بين الدول العربية والكيان الصهيوني.
ب. لا اعتراف ولا مفاوضات ولا تطبيع مع العدو الصهيوني بأي شكل من الأشكال.
ج. عودة جميع الفلسطينيين إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم واسترجاع جميع أراضيهم المغتصبة.
د. حق سيادة الشعب العربي الفلسطيني على كامل التراب الفلسطيني.
ه. دعم جميع الأنظمة والشعوب والأحزاب والمنظمات المقاومة لإسرائيل دعماً كاملاً غير مشروط.
و. إنشاء سوق مشرقية مشتركة بديلاً عن الاتفاقيات المنفردة للدول المشرقية مع منظمة التجارة العالمية.
ز. تطبيق نظام العملة المشرقية الموحّدة على غرار اليورو.
ح. إنشاء برلمان مشرقي على غرار البرلمان الأوروبي مع الاحتفاظ بالسيادة السياسية لكل دولة مشرقية على أراضيها.
ط. تأسيس جيش مشرقي موحّد على غرار حلف شمالي الأطلسي مهمته حماية مصالح الدول المشرقية الأعضاء مع أولوية تحرير فلسطين، مع الحفاظ على السيادة الدفاعية لكل دولة عضو ضمن حدودها الوطنية.
ي. مقاربة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية مقاربة مشرقية موحّدة وعدم شرعية الاتفاقيات المنفردة بما يختص بالقضيّة الفلسطينية بالتحديد.
ك. التحالف الاستراتيجي وفتح الأسواق المشرقية لكل دولة إقليمية أو دولية أو عربية أو غير عربية تعادي إسرائيل بأي شكل من أشكال العداء، اقتصادياً كان هذا العداء أم سياسياً أم أمنياً أم اجتماعياً أم عقائدياً؛ ضمن معادلة: عدو عدوّي هو صديقي. بالإضافة إلى تشجيع الدول على عداء إسرائيل من خلال تخصيصها بهذه الامتيازات.
ل. العمل على تأسيس مركزيّات للحزب في جميع دول المشرق العربي الأعضاء مع التشديد على خصوصية كل دولة.
م. التوجه إلى الدول العربية كوحدة مشرقية ناجحة لضمهم إلى فكرة الاتحاد في ظل الخصوصية بهدف الوصول بالاتحاد المشرقي وبنوده إلى اتحاد عربي جامع يحترم خصوصية وسيادة كل دولة عربية، إلا بما يتناقض مع المبادئ المذكورة.
في الوطنية
إن واقع وجود الدول العربية يحتّم علينا احترام خصوصية شعوبها كما العمل على تشجيع الوطنية داخل كل دولة عربية ببرامج سياسية واقتصادية تتلاءم مع احتياجات وتطلّعات شعوب هذه الدول. إن تشديد الحزب على الوطنية هي من قناعة راسخة أن المواطن العربي عامة والمشرقي خاصة لا يستطيع أن يتلمّس الاحتياجات العربية إذا كان غريباً عن احتياجات ومتطلّبات وطنه، كما أنها قناعة راسخة أن الوطنية والعروبة لا يتعارضان بل يكمّلان بعضهما البعض. إن الواقع الأليم باغتصاب أرض فلسطين هو ما يحتّم علينا الانتماء إلى العروبة عامة والمشرقية العربية خاصة كقاسم مشترك يمثّل خط الدفاع الأول لحماية كل دولة عربية من المخطّطات الفتنوية التي تستهدفها.
وعليه، فإن التمسّك بالهوية الوطنية لدى الحزب هو شرط أساسي وملزم قبل الولوج إلى العروبة… “من ليس فيه خير في عائلته، لا خير له في عائلة قريبه”. ومن هذا المنطلق، فإن المشروع السياسي-الاقتصادي في مباديء الحزب مرتبط بالهوية الوطنية على أمل أن ينتشر الحزب في جميع دول المشرق العربي ومن ثم في جميع الدول العربية، ليكون له في كل دولة عربية مشرقية مشروعه السياسي-الاقتصادي الذي يخدم وطنه في ظل المشروع العربي المتكامل.
المشروع السياسي الوطني
إن المشروع السياسي الوطني للحزب مبني على تنفيذ عدّة خطوات في خطط خمسية وعشرية للوصول إلى العلمنة الشاملة والكاملة على صعيد الوطن؛ أي فصل الدين عن الدولة. إن الرؤية تتمثل بقوانين الانتخابات والمجالس المنتخبة للوصول تدريجياً إلى الهدف الرئيس المتمثل بنظام سياسي بعيد عن المحسوبية وتعدّدية السلطة والغبن الاجتماعي اللاحق بالطبقات الدنيا والقضاء على الإقطاع السياسي المتمثل بإعادة إنتاج الطقم السياسي نفسه منذ الاستقلال؛ أي في الوصول إلى الديمقراطية الحقيقية المبنية على المحاسبة والتغيير. كما يعبّر مشروع الحزب السياسي الوطني عن الالتزام المبدئي بالقضية المركزية المتمثلة بتحرير كامل التراب الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني على أساس أن لا مجال للتغيير الوطني والسعي إلى التطوير بوجود العدو على الحدود. من هنا يقوم الحزب بتعريف الوطنية الحقة بالتالي:
أ. المقاومة: إن المقاومة الشعبية المسلحة هي إحدى الأسس المبدئية لدى الحزب. إن دعم المقاومة الشعبية المسلحة غير المشروط يجب أن يستمر وتستمر المقاومة حتى تحرير فلسطين وعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه وقيام الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الموحّدة.
ب. مجلس الشيوخ: العمل على تأسيس مجلس للشيوخ يتفق عليه الجميع كما تنص عليه وثيقة الوفاق الوطني.
ج. مجلس النواب: إعتماد النسبية في الانتخابات النيابية على أساس الدوائر الكبرى أو على أساس الدائرة الوطنية الواحدة.
د. النقابات: دعم العمل النقابي وتوحيد النقابات بحيث يكون لكل مهنة نقابة واحدة شرعية، وكف يد السياسة عن العمل النقابي وحصره بالمطالب النقابية.
ه. اللامركزية الإدارية: العمل على تنفيذ اللامركزية الإدارية بما يؤدي إلى الازدهار الاقتصادي والإنماء المتوازن؛ وذلك عملاً بوثيقة الوفاق الوطني.
المشروع الاقتصادي الوطني
إن دخل الفرد في لبنان سيظل دخلاً متدنّياً وذلك بسبب الثروة البشرية الكميّة والنوعيّة التي يفخر بها لبنان. وحيث أن اللبناني يقدّس الحرية بكل جوانبها، كحرية الفكر والمعتقد والعمل والعِلم، لا تستطيع الدولة التدخل لتوجيه الطلبة المتخرجين من المدارس إلى اختصاصات تتوافق مع سوق العمل كما تفعل مصر من خلال “قوى الشعب العامل”. وعليه، سيبقى سوق العمل اللبناني متخماً بالثروة البشرية التي تجعل من العرض أكثر بأشواط من الطلب، مما يجعل من المنافسة سبباً رئيساً لعدم ارتفاع دخل الفرد بما يتناسب مع قدراته وكفاءته. من هنا طرح ضرورة التكامل المشرقي من خلال السوق المشرقية المشتركة التي تستطيع وحدها ايجاد فرص عمل للشباب المشرقي عموماً والشباب اللبناني على وجه الخصوص. وعليه، فإن المشروع الاقتصادي للحزب هو كالتالي:
أ. إلغاء الرسوم الجمركية والاستعاضة عنها بضريبة القيمة المضافة.
ب. إلغاء أي ضريبة على التصدير الوطني.
ج. إلغاء الضريبة غير المباشرة.
د. اعتماد الضريبة المباشرة على الأرباح لفترة خمسة أو عشرة أعوام وتطوّرها إلى ضريبة تصاعدية.
ه. الحفاظ على وحماية السرية المصرفية.
و. مكننة وزارة المالية ودعمها بشرطة مالية قويّة ومدرّبة وفاعلة لتطبيق القوانين المالية وملاحقة المتهربين من الضرائب وصياغة قوانين قاسية ضد المتهربين من الضرائب.
ز. دعم القطاع الزراعي.
الرؤية الاجتماعية
إن رؤية الحزب الاجتماعية مبنية على العدالة الاجتماعية على الشكل التالي:
أ. إلزامية التعليم حتى الصف الرابع المتوسط.
ب. تطوير المدارس الحكومية علمياً وإدارياً.
ج. تطوير فروع الجامعة اللبنانية في المناطق لتحوي على جميع المواد بهدف الإنماء المتوازن.
د. تطوير وانتشار الكليات المهنية في جميع المناطق.
ه. توزيع الثروة الوطنية بعدالة على جميع المناطق اللبنانية.
و. تأمين الاستشفاء المجاني الكريم والمتطور لجميع اللبنانيين.
الشرعية الدولية
إن الشرعية الدولية منبثقة من منظمة الأمم المتحدة، وعليه، كي نفهم آلية هذه الشرعية يجب أن نعلم ماهيّة منظمة الأمم المتحدة.
بعد الحرب العالمية الأولي، قامت الدول الغربية المنتصرة باحتضان الدول المنهزمة وإنشاء منظمة دولية ترعى وتنظم علاقات الدول بحيث تمتص الخلافات وتؤطرها وتجد لها الحلول قبل تفاقمها كي لا تصل إلى مرحلة الحرب؛ فكان تكوين عصبة الأمم والذراع القانونية لها المتمثلّة بالمحكمة الدائمة للعدل الدولي. وكانت هذه العصبة مبنية على مبادئ العدالة والمساواة واحترام سيادة الدول وحقوق الأقليّات الإثنية والدينية ومعاملة الشعوب المنتَدَبة بالمساوات مع مواطني الدول المنتَدِبة ومنع الاتجار بالبشر وغيرها من المبادئ الإنسانية السامية. وعليه، وتماشياً مع هذه المبادئ، كانت الدول الأعضاء سواسية في العصبة وتؤخذ القرارات بالتصويت حيث الأكثرية تحكم بغض النظر عن قوة الدول أو حجمها العسكري أو الاقتصادي أو البشري؛ أي من دون حق النقض. أي كانت تحكم قرارات عصبة الأمم الجمعية العمومية، علماً أنه في ذروتها وصل عدد الدول الأعضاء إلى 58 دولة.
ولكن، حيث أن حقوق الدول جميعها سواسية، ابتدأت الدول العظمى آنذاك تعترض على القرارات التي تمسها وتنسحب من العصبة كالولايات المتحدة وإيطاليا الفاشية وألمانيا النازية واليابان الإمبراطورية. وحيث أنها من الدول العظمى، من كان يجرؤ على محاسبتها؟ وكانت النتيجة تحوّل العصبة إلى هيكل دولي فارغ يجتمع فيه الدول المثيرة للشفقة وهي تصرخ: عدالة!
واندلعت الحرب العالمية الثانية وانتهت بتغلّب الحلفاء على دول المحور. وتم إحياء العصبة من خلال تعديل قوانينها ومسمّاها، باعتبار أن العصبة بقوانينها ومسمّاها لم تنجح بإيقاف الحرب؛ السبب الأساس لإنشائها. وتم إنشاء مجلس الأمن الدولي من الدول المنتصرة وهي الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة (بريطانيا) والاتحاد السوفياتي وفرنسا الحرة. وحيث أن الولايات المتحدة خرجت الأقوى بين المنتصرين، ونظراً للخلافات التي شهدها الاتحاد السوفياتي مع الصين (كالخلاف البعثي بين سوريا والعراق)، ولتشكيل ورقة ضغط على ستالين، قامت الولايات المتحدة مدعومة من بريطانيا بالضغط لإدخال الصين الشعبية ضمن مجلس الأمن. وتم وضع القوانين التي تحمي مصالح هؤلاء الدول الخمسة على حساب المجتمع الدولي.
وعليه، تم صياغة شرعة الأمم المتحدة بحيث يتألف مجلس الأمن من 15 دولة مداورة كل سنتين لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ما عدا الدول الخمس الكبرى التي هي دائمة العضوية. وأي قرار يصل إلى مجلس الأمن يجب أن يحظى بأصوات تسعة من الدول الأعضاء بمجلس الأمن بشرط أن لا ينقض القرار أي من الدول الخمس الدائمة العضوية؛ أي إذا حصل القرار على موافقة 14 عضو من أصل 15 ونقضته إحدى الدول الدائمة العضوية (الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو روسيا أو الصين)، لا يمرّ القرار. من هنا، أصبح صوت الجمعية العمومية التي تمثل 193 دولة عضو، لا قيمة فعلية له وتحولت أصوات هذه الدول التي تمثل أكثر من 80% من دول العالم، أسيرة واحدة من الدول الخمس الدائمة العضوية وانحصرت أصواتها بالمواقف المعنوية. أما الهيئة الوحيدة التي ما زالت تتسم بالعدالة والمساواة فهي تلك التي ورثت المحكمة الدائمة للعدل الدولي بمسمى: محكمة العدل الدولية. ولا تُعتبر قراراتها سارية المفعول إلا في حال تقدّمت الدولتين المتنازعتين مقدّماً بطلب الحكم بينهما وبالموافقة المسبقة على الحكم. فإذا تقدّمت دولة ما بتظلّم إلى محكمة العدل الدولية ضد دولة أخرى ورفضت هذه الدولة اللجوء إلى المحكمة، يُعتبر حكم محكمة العدل الدولية بهذه القضية غير ملزم. كما حصل مع السلطة الفلسطينية عندما قدمت شكوى بموضوع الجدار الفاصل الإسرائيلي.
وعليه، من هذه المؤسسة الدولية المحكومة بأوليغاركية (أو أوليغارشية) أي حكم الأقلية، يتم تعريف الشرعية الدولية. وجدير بالذكر أنه عند الاختلاف على حدود دولة معينة، يمكن تحديدها من خلال معرفة حدود جيرانها. هنا السؤال الكبير، إن حدود الأرض الفلسطينية ممكن معرفتها من خلال حدود لبنان وسوريا والأردن ومصر والبحر الأبيض المتوسط، ولكن منذ قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، ليس هناك حدود مرسّمة لدولة إسرائيل: أين تبدأ إسرائيل وأين تبدأ فلسطين؟ فكيف تم القبول بإسرائيل كعضو كامل وفاعل في منظمة الأمم المتحدة وهي دولة من دون حدود معروفة؟ علماً أنه من صلب قوانين منظمة الأمم المتحدة أنه ممنوع على أي دولة الانتماء إلى المنظمة من دون حدود مرسّمة ومعروفة.
ومن هنا، فإن الباحثين في الشؤون الدولية يعتبرون الأمم المتحدة منظمة ذات وجهين وطبيعتين، الوجه والطبيعة السياسية التي لا دخل لها بالعدالة الإنسانية، وطبيعة قانونية وإنسانية ممثلة بمحكمة العدل الدولية التي لا سلطة لها؛ علماً أنه حتى في حال تم اعتبار أحكام محكمة العدل ملزمة، إن الجهة الوحيدة المخوّلة تنفيذ الأحكام هي مجلس الأمن المحكوم بحق النقض… أي سلطة المصالح السياسية وليس العدالة.
وعليه، فإن الحزب ملتزم بالشرعية الدولية عندما لا تتناقض قراراتها مع المصلحة الوطنية ومع المصالح العربية والإقليمية والدولية الملتزمة بمقاومة الكيان الصهيوني. إن الشرعية الدولية التي لا تتوافق مع هذه التوجهات يعتبرها حزب التوحيد العربي قرارات غربية-صهيونية لا تمثل أي نوع من شرعيّة العدالة الإنسانية وحقوق الشعوب بالعيش الحر والكريم.
الوصايا العروبية التوحيدية العشرة
- أنا عروبي توحيدي لأنني من تلك المدرسة الثورية الثابته والراسخة جذورها في تراب الوطن المجيد وتاريخه، والمؤمنة بمستقبل الوطن وعزته. هي مدرسة تخرّج بناة حقيقيين لأنهم يبنون الإنسان… والإنسان هو غاية الحياة ومنطلقها.
- أنا عروبي توحيدي لأنني أشكّل القاعدة الأساسية في بناء قواعد مستقبل الوطن الذي ينتهي فيه السباق على استثمارك لمنافع شخصية، لصالح الرهان عليك بالعلم والمعرفة.
- أنا عروبي توحيدي لأنني أحمل بذور سياسية توحيدية الصفة، مرتبطه بكل حديث أو عمل أو حالة تعبّر عن وجود مرحلة تغييرية في العمل السياسي. ولائي للوطن لتحقيق تحول سياسي وثقافي يكون بمثابة الصيغة الدقيقة التي تعمل من أجل خلق التضامن السياسي والتكامل الاجتماعي وتحمي الكرامات والحريات وتسودها العدالة الاجتماعية.
- أنا عروبي توحيدي لأنني عنصر فاعل في مجتمعي القومي أؤثر بما يدور من حولي، وأُعيد صناعة ذاتي كفعل إيمان بقدرتي على إمكانية التغلب على المعوقات، وإدخال تغييرات جذرية على مجتمعي تعبّر عن تطلعاتي الحزبية التي تشكل حاجزاً منيعاً بوجه التسلط الغاشم واغتصابه حقوق وحريات المواطنين.
- أنا عروبي توحيدي لأنني مؤمن بوثبتي التغييرية وخوض معركة التحرّر وإقامة الصرح الوطني على قاعدة المساواة بين جميع المواطنين، وخلق ظروف مؤاتية لإحداث النهوض والتطور في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
- أنا عروبي توحيدي لأنني أتوق إلى التحرّر من كل ما يرهق النفس الإنسانية. تحرّر من الإقطاعية حيث التخلف والتبعية، وتحرّر من الخوف والكبت والحرمان، وتحرّر من الرياء والتواطؤ الاجتماعي، وتحرّر من الشعور بعدم الانتساب إلى الوطن والإحساس بالغربة الداخلية؛ هذه الغربة التي يعيشها العروبي التوحيدي اليوم في حياته داخل المجتمع المثلث الأضلاع: الإقطاعية والطائفية والحرمان.
- أنا عروبي توحيدي لأنني أسعى إلى ترسيخ الواقع القومي المقاوم كهدف سياسي وطني، والخروج مجدداً بموقف جماهيري حاشد بهذه المطالب لاستذكار وتعميم المسلمة البديهية القائلة بمعاني العقلانية في سياسة القوة ومواجهة غيبية مهزومة تفرّط في خضوعها لتبرير تقبّل الهزيمة وضعف الإرادة الشعبية.
- أنا عروبي توحيدي لأنني مؤمن بالعروبة عامة وبالعروبة المشرقية خاصة، كخيار استراتيجي وحتمي لواقع ارتباط دول المشرق العربية بمحيطها القومي من حيث التاريخ والعادات والتقاليد والجغرافيا.
- أنا عروبي توحيدي لأن عروبتي هي عروبة عقائدية إنسانية عابرة للحدود والطوائف والمذاهب والعصبيات العشائرية والعرقية. هي عروبة مبنية على احترام الإنسان المقاوم والعادل والداعم لقضايانا. فكل من يقاوم الجور والظلم والاستغلال والاستعمار الاقتصادي والاستعمار الفكري العرقي كالصهيونية، هو مني وأنا منه.
- أنا عروبي توحيدي لأنني أسير بمسلك الحق والعدالة وأقف وقفة إصرار في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وأدعم بالقول والفعل قضيتهم العادلة في تحرير كل شبر من أرضهم إجلالاً لدماء الشهداء التي روت ذاكرتنا ومازالت تروي ضمائرنا منذ النكبة، دفاعاً عن الأرض والعرض والعزة والكرامة.